بكين تضخ تمويلاً للتصنيع الذكي وتكبح منافسة المنتجين على خفض الأسعار
أصدرت الصين، يوم الثلاثاء، توجيهات جديدة لتعزيز الدعم المالي لقطاع التصنيع المتقدم، في خطوة تهدف إلى ترقية البنية الصناعية، وتحفيز الابتكار المحلي، وسط تحديات خارجية متزايدة على رأسها التوترات التجارية مع الولايات المتحدة.
ووفقاً للوثيقة التي صدرت بشكل مشترك عن سبع جهات حكومية، من بينها البنك المركزي ووزارة المالية، ستشجع الصين البنوك على توفير تمويل متوسط وطويل الأجل لقطاعات رئيسية تشمل الدوائر المتكاملة، والمواد المتقدمة، والمعدات الطبية، والبرمجيات الصناعية، والخوادم.
وأكدت الجهات المنظمة أن هذه الخطة تهدف إلى «تعميق إصلاح الهيكل المالي من جانب العرض، وتعزيز التكامل بين السياسات الصناعية والمالية، وتقديم خدمات مالية عالية الجودة لتسريع التصنيع الذكي وتطوير قوى إنتاجية جديدة ذات جودة عالية».
كما شددت التوجيهات على أهمية تجنب ما وصفته بـ«المنافسة الانغلاقية» التي تؤدي إلى فائض في الإنتاج وتضغط على الأسعار، وهي ظاهرة أصبحت تمثل مصدر قلق متزايد لدى صناع القرار في بكين مع تفاقم الضغوط الانكماشية.
وتتضمن السياسات الجديدة ما يُعرف بـ«قنوات خضراء» لتسهيل إدراج الشركات التكنولوجية الرائدة في البورصة، وتشجيع عمليات الدمج والاستحواذ وإصدار السندات.
وبحسب الأهداف المحددة، تسعى الصين بحلول عام 2027 إلى بناء نظام مالي داعم لتطور صناعي عالي القيمة، يعتمد على الذكاء والتكنولوجيا والاستدامة البيئية، مع تحسين قدرة القطاع المالي على تلبية احتياجات القطاع الصناعي.
وتدعو التوجيهات أيضاً المؤسسات المالية إلى تقديم حلول خاصة للشركات المتأثرة بالعوامل الخارجية، مع توفير دعم مباشر لشركات التعدين بهدف استقرار أسعار السلع الأساسية وضمان سلاسل التوريد.
يُذكر أن بكين كثفت في السنوات الأخيرة توجيه القروض المصرفية إلى قطاع الصناعة، في ظل تراجع الاعتماد على سوق العقارات المثقل بالديون، ما يعكس تحولاً استراتيجياً في أولويات النمو.
